بقلم د.عبد الجبار ثجيل الذهبي إن الذين يتسلمون قمم الخلود والسمو والعظمة هم قلة ، وقلة هم أولئك الذين يستمرون في الحياة بعد مماتهم . ليكونوا ملكاً للحياة والإنسان. أولئك القلة هم عظماء وأبطال مسيرة الحياة والإنسانية وتبقى مسيرة الإنسان مشدودة نحوهم. وما أروع الشموخ والسمو والعظمة، إذا كان شموخاً وسمواً وعظمة صنعه إيمان بالله وصاغته عقيدة السماء. وهكذا كان الخلود حقيقة حية لجميع الرسالات السماوية ورجالاتها لأنهم أصحاب المبدأ والعقيدة. وفي تاريخنا الإسلامي قمم من رجال صنعوا العظمة في تاريخ الإنسانية، ونوروا دروب البشرية. وإذا كان للتاريخ أن يقف وقفة إجلال أمام أروع أمثولة للشموخ والتضحية والفداء سجلها تاريخ الفداء. فعلى الإنسانية أن تنحني في خشوع أمام أروع أمثولة للبطولة متمثلة بشموخ وتضحية وبطولة الحسين بن على (عليه السلام)، نعم أنها أروع أمثلة شهدها تاريخ الشموخ والتضحيات والبطولات. الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) قمة من قمم الإنسانية الشامخة، وعملاق من عمالقة البطولة والفداء. فالفكر يتعثر وينهزم أمام إنسان فذّ كبير زاهر بالفيض والعطاء متألق بالسمو والتضحية والفداء وأمام إيمان حي نابض، كإيمان الإمام الحسين(عليه السلام) .إننا لا نستطيع أن نلم بجميع آفاق العلم عند الإمام الحسين (علية السلام) إلا بمقدار ما نملك من بُعد في القصور، وانكشاف في الرؤية، فكلما تصاعدت واتسعت هذه الأبعاد، ، كما كان الانفتاح على آفاق العلم عند الإمام الحسين(عليه السلام) أكثر وضوحاً، وأبعد عمقاً. فيا من يريد فهم الحسين، ويا من يريد عطاء الحسين، ويا من يتعشق نور الحسين، ويا من يهيم بعلياء الحسين، افتحوا أمام عقولكم معالم الانطلاق إلى دنيا الحسين، وامسحوا من حياتكم إعمال التظاهر التي تبتغون من ورائها زهو الدنيا ، عند ذلك تنفتح دنيا الحسين، وعند ذلك تتجلى الرؤية، وتسمو النظرة، ويفيض العطاء. |