عرفة او عرفات المشعر الحرام، الذي لا يصح ولا يكتمل الحج دون الوقوف فيه وداخل حدوده في يوم التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام، تصديقا لقول الرسول صلى الله عليه واله وسلم، (الحج عرفة) تأكيدا منه على ان من لم يقف بعرفة فلا حج له، وهو المشعر الوحيد الذي يقع خارج الحرم، وكانت قريش لا تقف يوم الحج بعرفات قبل الاسلام وذلك تشريفا منها لمكة المكرمة، بل كانت تقف داخل نطاق الحرم، وعندما جاء الاسلام جعل الحج لا يتم الا بالوقوف بعرفة، كلها موقف وما عدا وادي عرنة، فانه يعد خارج نطاق الوقوف في ذلك اليوم. وتبعد عرفات نحو 21 كيلومترا شرق المسجد الحرام وهي سهل واسع يأتي على شكل قوس محاط بالجبال، ويشكل وادي عرنة وتر هذا القوس، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الوقوف في هذا الوادي كما لا يجوز الوقوف في ذي المجاز او كل ما هو خارج من المشعر. وعرفة أو عرفات مسمى واحد عند أكثر أهل العلم ويتوسطه جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذي يصل طوله إلى( 300 ) مترتقريبا وفي قمته شاخص طوله ( 7 ) أمتار ., ويقع على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة المكرمة ويكون على بعد ( 10 ) كيلومترات من مشعر منى و ( 6 ) كيلو مترات من المزدلفة , وتقدرمساحة المشعر (10,4) كيلومترات مربعة .
ليس بعرفة سكان أو عمران إلا أيام الحج غير بعض المنشآت الحكومية. وعندما يقف الحجيج في عرفات يشاهدون أمامهم مسجد ( نمرة ) . . ونمرة هو موقع نزل به النبي صلى الله عليه واله وسلم يوم عرفة ثم خطب في وادي عرفة بعد زوال الشمس وصلى الظهر والعصر , وبعد غروب الشمس تحرك منها إلى مزدلفة . بُني مسجد نمرة في عهد الخلافة العباسية في منتصف القرن الثاني الهجري. و توالت بعدها توسعاته على مر التاريخ وصولاً للوقت الحالي فأصبحت مساحته (124 ) ألف متر مربع. واصبح الجزء المقدم من مسجد نمرة يقع خارج حدود عرفات وداخل في الحل وليس بمشعر , وهو حد فاصل بين الحل و الحرم.كما أن في عرفات مسجد الصخرات وهو أسفل جبل الرحمة عـلى يمين الصاعد إليه وهو مرتفع قليلا عن الأرض يحيط به جدار قصير وفيه صخرات كبار وقف عندها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عشية عرفة وأحيط هذا الموقف بجدار طوله من جهة القبلة ( 13.3 ) متر والجدار الذي على يمينه ويساره ( 8 ) أمتار أما الجدار المقابل للقبلة فدائري غير مستقيم. ان سبب تسمية عرفات بهذا الإسم فيها روايات عديدة منها ان عرفات هي مكان تعارف الناس من كل بقاع الدنيا وبمختلف الوانهم ودرجاتهم وقومياتهم , ومنها الاعتراف بالذنب وطلب المغفرة كما جاء في قول جبرئيل (ع) لإبراهيم الخليل (ع) يا إبراهيم اعترف بذنبك واعرف مناسكك فسميت عرفات لقول جبرئيل اعترف فاعترف).
امير المؤمنين(ع) هو منسك عرفة
ان المناسك هي احد المقاصد وغاية من غايات يوم عرفة، والمناسك هي عموم المناهج والمقاصد التي يقصد بها الله تعالى ، وقد قال عز وجل في كتابه الكريم لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِوَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ) . فلكل أمّة منسكاً عليهم أن يمتثلوا أمر الله فيه ويسلكوه ولا يجعلوا النزاع فيه صادّاً لهم عنه، ومعرفة المناسك تتمثل بمعرفة غايات الدين وواجباته ومنها مناسك الحج وسائر العبادات، ومن مصاديقها أيضاً هو معرفة الإمام المفترض الطاعة، لأنه الطريق الموصل إلى الله . روي عن الإمام الكاظم عن ابيه (عليهما السلام) قال لما نزلت هذه الآية:{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ} جمعهم رسول الله صلى الله عليه والة ثم قال: يا معشر المهاجرين والأنصار إن الله تعالى يقول:{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ} والنسك هو الإمام لكل أمّة بعد نبيها حتى يدركه نبي، ألا وإن لزوم الإمام وطاعته هو الدين وهو النسك وهو علي بن أبي طالب (ع) إمامكم بعدي، فإني أدعوكم إلى هداه وإنه على هدى مستقيم، فقام القوم يتعجبون من ذلك ويقولون: والله إذاً لننازعنّه الأمر ولا نرضى طاعته أبداً، فأنزل الله عز وجل: (وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ. وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ . اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ.أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ).
