غرائز الشفتين - منتدى ثقافي لسماحة المرجع الديني السيد كاظم الحسيني الحائري - الكاظمية المقدسة

اخر الأخبار

الاثنين، 19 يناير 2015

غرائز الشفتين


بقلم د.عبد الجبار ثجيل الذهبي
قال تعالى في سورة البلد اية 9 بسم الله الرحمن الرحيم (أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ , وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ) . الإنسان معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى بل كل جزء منه معجزة بحد ذاتها فنرى الأشخاص رغم تشابههم في الظاهر فإنهم يختلفون كثيراً في الباطن وفي الطباع والتركيب والأفكار والمشاعر فلكل منهم مقوماته وسماته الخاصة به. إن من معجزات الله سبحانه وتعالى في الإنسان الشفتين ، إنهما طبقان جميلان جذابان مميزات بلونهما الأحمر الرائع وتطابقهما كأجمل ما يكون من تطابق ولطالما جذبا الرجل إلى مداعبة زوجته ففيهما أسرار غريزية يصعب التعبيرعن عمقهما. لننظر إلى الشفتين حين يتبسم الإنسان وظهور لؤلؤ الأسنان الناصع المنضد من بين حمرة الشفتين وصدق سبحانه وتعالى ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) . تلك جميعها وظائف جمالية وسطحية للشفتين إلا أن لهما وظيفة جوهرية وهامة جداً. ووفق لكل ما ذكرناه وهي المساهمة في عملية النطق والتكلم فيهما مع اللسان والأسنان ،حيث يتم صدور الحروف الهجائية المختلفة ولنتصور ماذا يكون نطق شخص قطعت منه الشفتان هل يستطيع الكلام.كما أن الشفتين لهما وظيفة أخرى هي المساعدة في تناول الطعام والتعبير عن المحبة والبغض، فالمحبة والسرور تنطلق إلى الأعلى من الجانبين معلنة عن السرور ثم تأخذ شكلاً آخر يمثل طلبا التقرب والتقبيل وهو أعلى تعبير عن المحبة. أما إذا اتجهت جانبيها إلى الأسفل فترى الوجه الحزين الكئيب. إن معجزة الشفتين بسيطة إذا ما قورنت ببقية أعضاء الجسم فما أعظم هذا المحيط المتلاطم بالمعجزات التي جمعت في هذا الكائن العظيم الذي هو(أنت). فعجبي لهذا الإنسان الذي منح كل هذه المعجزات التي لا تحصى ويكفر بالله تعالى ويعصيه ويذهب إلى الخطيئة والفساد إنه لايحمل خصال الوفاء فهو يقابل الإحسان بالكفر. ولكن من محبة الله تعالى لنا كتب على نفسه الرحمة ودعانا إلى التوبة. فما علينا إلا أن نبدأ بالإقلاع عن الذنوب واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والخوف والحذر منه وتنفيذ ما أمر به من عبادات كالصوم والصلاة وحج وبر الوالدين والتصدق والإحسان والندم على ما فعلناه من ذنوب ونستغفر لنا ولأهلنا ولمحبينا وأصحابنا