قال تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. آل عمران: 104.
أيُها الشعب العراقي الشجاع والأبي.. يا أبنائي الأعزاء:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد مرَّ العراق بمخاضات عسيرة وقدَّم في خِضمِّها التضحيات الجسام من أجل بناء عراق حرٍّ كريمٍ تغمره عدالة الإسلام، وتسوده كرامة الإنسان، ويشعر فيه المواطنون جميعاً على اختلاف قوميّاتهم ومذاهبهم بأنّهم إخوة يساهمون جميعاً في قيادة بلدهم وبناء وطنهم وتحقيق مُثلهم الإسلاميّة والإنسانيّة العليا. ولكن ما حصل في العراق بعد سقوط نظام حزب البعث البائد، جاء مخيباً للآمال وبعيداً عن ذلك الهدف الذي من أجله قُدّمت تلك التضحيات الكبيرة والدماء الزكيّة وفي مقدّمتها دماء الشهيدين السعيدين الصدرين العظيمين(قدّس الله سرهما)، فكان الاحتلال الأمريكي للعراق، وما نجم عنه من دخول الإرهاب والإرهابيّين، والفساد المستشري وفقدان الخدمات الضروريّة وغيرها من المفاسد. والآن لم يتبقَ من بصيص أمل سوى في الانتخابات التي عن طريقها يجب إيصال الصالحين إلى سدَّة السلطتين التشريعيّة والتنفيذيّة، وفي كلّ مرّة نؤكّد على ضرورة المشاركة الفعَّالة والواسعة فيها، وعلى ضرورة انتخاب المؤمنين المخلصين الأكفّاء الذين يتوسّم فيهم حفظ الأمانه وأداء المسؤوليّة وخدمة الناس.
ولكن نتائج الانتخابات فيما مضى لم تكن مرضيّة، لأسباب منها سوء المقاييس التي قامت على أساسها التحالفات، ومنها عدم إيصال الأعداد اللازمة من الصالحين للبرلمان، ولهذا يجب أن تكون الانتخابات وقال عزّ من قائل: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. المجادلة: 22.