بقلم د. عبد الجبار ثجيل الذهبي
ردّ الله (تعالى) الشمس للإمام (ع) مرّتين وكما ورد في الأحاديث التالية: ورد عن الإمام علي (ع) (إن الله تبارك وتعالى ردّ علي الشمس مرّتين ولم يردّها على أحد من أمّة محمّد (ص) غيري ) ,كما جاء في المناقب للخوارزمي عن مجاهد(فقال : ذكرت والله أحد الثقلين ، سبق بالشهادتين ، وصلى القبلتين ، وبايع البيعتين ، وأعطي السبطين وهو أبو السبطين الحسن والحسين ، وردّت عليه الشمس مرتين ).وغيرها كثير. الشمس ذلك الكوكب العظيم الذي تقف عليه الحياة البشرية وجميع الموجودات الحية التي تحتاج إلى الحرارة والنور,يبعد عن الأرض (150) مليون كيلو متر ويصل نوره إلى الأرض بعد ( دقائق بحساب سرعة الضوء البالغة (300000) كم / ثا . لو كان هذا البعد نصف ما عليه الآن لكانت درجة الحرارة على الأرض أضعاف ما عليه ولأحترق كل شيء وتبخرت مياه البحار والمحيطات واستحالت الحياة على وجه الأرض.ولو زادت المسافة لنصف ما عليه الآن لقلت درجة الحرارة إلى أربعة أضعاف ولتجمد كل شيء . وفي هذا الصدد نود أن نتطرق إلى قصة مهمة هي ردة الشمس إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقبلة نبي الله يوشع بن نون (ع) حيث بقيت طلسماً من الطلاسم الفلكية إلى أن جاء احد العلماء الفلكيين الروس واثبت بما لا يقبل الشك حدوث مثل هذه الظاهرة وذلك ان الأرض بينما كانت تدور حول نفسها او حول محورها مر بقربها جرم سماوي كبير ولم يصطدم بها ولكنه أثناء اقترابه منها عمل على قلبها وهي في مكانها بحيث أصبح قطبها الشمالي في الجنوب والقطب الجنوبي في الشمال فأصبحت الشمس بالنسبة لسكان الأرض تسير من الغرب الى الشرق وهو عكس المألوف وكأنها ترجع إلى الخلف ولما ابتعد ذلك الجرم السماوي عن الأرض عادت لطبيعتها الأولى وعادت الشمس تسير من الشرق إلى الغرب وأن هذا الجرم السماوي يسير في مدار ضمن مجرتنا وكلما مر بالقرب من أي كوكب قلبه رأساً على عقب بسبب طبيعة عمل الاتجاهات المغناطيسية الخاصة به وشدة قوتها . إن هذه الحادثة الفلكية التي أثبتها العالم الفلكي الروسي بعد متابعة لهذا الجرم السماوي لسنين عديدة عن طريق تلسكوب منظمة الفضاء الروسية استطاع تحديد الفترات الزمنية التي مر بها ذلك الجرم من الأرض وهي قريبة من عهد نبي الله يوشع بن نون (ع) وهو وصي نبي الله موسى (عليه السلام) والثانية قريبة من عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) . إن ما يرافق حادثة ردة الشمس هو انقلاب الأرض لسبب ما والشمس باقية تحت الأفق فان الشمس تعود للظهور وكأنها رجعت من الأفق إلى السماء أي تشرق من الغرب وتصعد لكبد السماء ولنفرض حدث انقلاب الأرض الساعة العاشرة صباحاً واستمر ثلاث ساعات فنشاهد ان الشمس ترجع الى الشرق وبعد ثلاث ساعات يكون الجو صباحاً أي الساعة السابعة صباحاً في حين المفروض ان تكون في كبد السماء أي الساعة الواحدة ظهراً فيما لو لم تنقلب . وبعد أن عادت إلى الساعة السابعة صباحاً انقلبت الأرض مرة ثانية فنشاهد ان الشمس تسير من الشرق الى كبد السماء أي يستمر النهار من الصباح وبهذا يرى الإنسان الاعتيادي بأن الشمس قد عادت الى وقت الصبح ثم عدلت واستمرت في طريقها المعتاد. وهنا تأتي أطروحة تفسير الآية الكريمة :ـ ((رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ)) فالمشرق الحالي كان في يوم من الأيام مغرباً والمغرب الحالي كان مشرقاً اثناء فترة ردة الشمس . والله سبحانه وتعالى الخالق لكل شيء والمالك لكل شيء هو رب العالمين ورب المشرقين والمغربين ورب السماء ورب كل شيء وهو العالم بكل شيء .إذن فحادثة ردة الشمس هي حقيقة كونية علمية مؤكدة وقوعها في الأرض في العهود السابقة .ومن هنا نقول ان الإسلام والقرآن أول من دعا الى العلم والتفكر كما دعا الى التفكر العلمي القائم على المناقشة والمنطق والانطلاق من الواقع دون تقليد الآباء والأجداد تقليداً أعمى .وفي الحقيقة من نظر وفكر وأمعن في تفكيره . أدرك ان العالم الصحيح هو أول المؤمنين بالله عز وجل لا بل أنه المؤمن القوي الذي يؤمن عن عقيدة راسخة وقناعة متينة مصداقاً لقوله تعالى : ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)) . |