الموت السريري - منتدى ثقافي لسماحة المرجع الديني السيد كاظم الحسيني الحائري - الكاظمية المقدسة

اخر الأخبار

الجمعة، 5 يناير 2018

الموت السريري

  •  حسين الذهيباوي

 هناك مصطلحان شائعان في الساحة الطبية هما الموت السريري والموت الدماغي، وقد عرّف أهل الاختصاص الموت السريري بأنه هو حالة الانعدام الفجائي لدوران الدم في الأوعية الدموية ، ما يلزم لاستمرار الحياة وهو يحدث عندما يتوقف القلب عن الخفقان بإيقاع منتظم، و تسمى هذه الحالة بالسكتة القلبية التي تتطلب إجراءات الإنعاش, حيث يمكن إحياء الشخص بوساطة إنعاش القلب والرئتين، وإلا فإنه سينتقل لا محالة إلى مرحلة الموت الدماغي الذي يسمى بالموت البيولوجي وهو حالة توقف وظائف الدماغ (المخ) وجذع الدماغ والنخاع الشوكي بشكل كامل. ويقول الأطباء: إن الشخص الميت موتاً دماغياً يمكن أن يعمل قلبه لبرهة من الوقت حتى بعد موته، لأن القلب يعمل بنفسه من ذاته من دون تدخل الدماغ بعمله , لكن الفرق بين هذا وذاك هو أن الميت موتاً دماغياً لا يقدر على التنفس، ومن ثم فإن نسبة الأوكسجين تقل تدريجياً في الدم، فيؤدي ذلك إلى توقف القلب. وقد ثبت تاريخيا أن توقف الدورة الدموية لا رجعة فيها في معظم الحالات قبل اختراع اجراءات إنعاش القلب والرئة من خلال الصدمات الكهربائية او حقن مواد طبية ، وغيرها من العلاجات الحديثة . لقد كان يعد توقف جريان الدم في الجسم (الدورة الدموية والوظائف الحيوية ذات الصلة للدم) تاريخيا التعريف الرسمي للوفاة. مع ظهور هذه الاستراتيجيات، الى ان جاء توضيح السكتة القلبية التي أن يطلق عليه "الموت السريري" وليس مجرد "وفاة" للتفكير في إمكانية الإنعاش في مرحلة ما بعد السكتة، لأغراض طبية، ويعتبر أن تكون هذه الحالة دلالة وفاة نهائية . مرحل الموت السريري تبدا بفقد الوعي في غضون عدة ثوان. فيتوقف نشاط المخ القياسى في غضون 20 إلى 40 ثانية. قد يلهث المريض بطريقة غير منتظمة خلال هذه الفترة الزمنية في وقت مبكر، ولتخطي هذه المرحلة في بعض الأحيان من قبل رجال الإنقاذ بوصفها علامة على ان الإنعاش القلبي خلال الموت السريري . 

اما راي الشارع المقدس بهذا الموت فقد اجاب سماحة المرجع الديني السيد كاظم الحائري على استفتاء قدم له بهذا الكلام ... (قد يتّفق موت المخّ مع بقاء القلب نابضاً في مدّة مديدة من الزمن، وهذا يتّفق فيما إذا مات المخّ واُبقي القلب نابضاً بالأدوات والآلات وهذا ما يسمّى عادة بالموت السريريّ، ويفعلون ذلك عادة فيما إذا أرادوا الاستفادة من أعضائه للأحياء فيُخرجون العين -مثلاً- سالمةً لإهدائها أو بيعها للعميان، وكذلك أعضاء اُخرى. وهذا حكمه الشرعيّ الأوّليّ بشأن المسلم الميّت سريريّاً هو الحرمة؛ لأنّه يجب دفنه بجميع أعضائه، إلاّ إذا توقّف واجب أهمّ على ذلك فيجوز، ولكن لهذا المسلم حقّ الدية. وأمّا بلحاظ باقي أحكام الميّت فأحكام الإرث تجري من حين الموت السريريّ برغم أنّ القلب ينبض بالحياة، وكذلك وجوب تجهيزه وغُسله والصلاة عليه ودفنه إن كان مسلماً، وبدنه نجس ما لم يغسّل بلا إشكال، ولكن مسّه لا يوجب غسل مسّ الميّت؛ لأنّه لم يبرُد)