قال عزّ من قائل: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون). الصافات: 171 - 173. صدق الله العليّ العظيم.
يا أبنائي في الحشد الشعبي والقوّات المسلّحة عموماً.. إنّ أباكم المفجوع بظلامة شعبه ليشعر بالفخر والاعتزاز بكم وببطولاتكم الماضية والحاليّة المتمثّلة في آخر مراحلها بتطهير مدينة الموصل وفكّ أسر أهلها الشرفاء عن الوجود الخبيث لعناصر داعش، ويبارك لكم ولسائر أبناء الشعب العراقيّ بكلّ طوائفه وقوميّاته سيّما أبنائي الغيارى في القوّات المسلّحة في الجيش والشرطة الاتحاديّة هذا الانتصار الإلهيّ المبارك.
وبهذه المناسبة اُعبّر عن شعوري بالأسى والحزن على ما يجري بحقّ شعبي من الحيف في حقوقهم، بل من التآمر المتوالي ضدّ مصالحهم، في وقت كثر فيه الضجيج وقلّ فيه الحجيج، لا نرى فيه إلاّ تقديم رغبات الأعداء والتفاهم المفضوح بأعذار واهية مع القوى العظمى في تأمين منافعها وتمرير مؤامراتها في إضعاف القوّة الحقيقيّة الفاعلة اليوم في الساحة، وهي الوجود المبارك للحشد الشعبيّ المقدّس..
ومن هذا المنطلق نودّ أن نقول للجميع بما فيهم البرلمانيّون ورجال السلطة والوجودات النخبة: الله الله في هذا الشعب المظلوم، إنّما أعظكم واُذكّركم أحواله ومآسيه، واتقوا دعوته.. إيّاكم أن تمكّنوا القوى العظمى منه وتنفّذوا أجندتها فيه.. واتقوا الله في هذه القوّات الشعبيّة المضحّية والمتفانية التي غدت اليوم مصداقاً لما قاله أمير المؤمنين(عليه السلام) في وصف مجاهدي فتن آخر الزمان: «يُجاهِدُهُمْ في اللهِ قَوْمٌ أَذِلَّةٌ عِنْدَ الْمُتَكَبِّرينَ، في الاَْرْضِ مَجْهُولُونَ، وَفي السَّماءِ مَعْرُوفُون». كونوا عوناً لها، فإنّها إلى جانب القوّات المسلّحة صمام أمان أمن البلد، ومرصاد للدواعش وأسيادهم الأمريكان والصهاينة، سيّما أنّ المعركة مع العدوّ لم تحسم بعد .. ونطالب الحكومة بعدم السماح للقوّات الأمريكيّة ومن لفّ لفها بالبقاء في العراق، أو تشييد قواعد لها فيه، فإنّ ذلك من الخيانة للوطن، بل من أكبر المحرّمات عند الله.
وليعلم الجميع: أنّ الحشد الشعبيّ المبارك ليس وجوداً حزبيّاً، ولا تكتّلاً سياسيّاً، ولا مشروعاً خاصّاً من المشاريع.. وإنّما يمثّل بفصائله الكريمة خلاصة إيمان هذا الشعب الغيور على دينه ووطنه، وعصارة التضحيات التي قدّمها ويقدّمها الآن، فهو منحة الله العليّ القدير وذخيرته لمواجهة كلّ سوء محدق بالعراق وأمنه وشعبه من الداخل والخارج، فعروقه ضاربة في مفاصل وجود هذه الاُمّة .. وقد عرف الأعداء وعلى رأسهم أمريكا مدى خطورة هذا الوجود المبارك على تمرير مكائدهم ومؤامراتهم، فنصبوا له أنواع العداء..
فأقول: يا أبناءنا في الحشد المقدّس.. سيروا على بركة الله، وأنتم الأعلون، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.. (إِنَّمَا صَنَعُواكَيْدُ سَاحِر وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى).
ولتعلم أمريكا وأذنابها: أنّهم أحقر شأناً وأضعف حيلةً من أن يطالوا هذا الوجود المقدّس بشيء وخلفه هذه الاُمّة الغيورة وهذا الشعب الأبيّ الذي يرى رجال الحشد الشعبيّ أبناءه وشهداءه أفلاذ أكباده، وهم اليوم كما في الأمس الحصن الحصين لأمنه، والحربة الموجّهة إلى صدور أعدائه..
اللّهمّ لك الحمد كلّه، ولك الملك كلّه، وبيدك الخير كلّه، وإليك يرجع الأمر كلّه، علانيته وسرّه. ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.
13 / شوال / 1438 ﻫ
كاظم الحسينيّ الحائريّ