الشيخ حسين الذهيباوي
ان اصحاب الائمة ( عليهم السلام ) كانت لهم منزلة رفيعة عندهم فهم من نقل لنا ذلك التراث العظيم عنهم في مختلف العلوم وخصوصا علم الفقه بمواضيعه واحكامه المتعددة , متحملين بذلك صعوبة نقله ومشقة حفظه للامة , وصيانة هذه الامانة من الضياع من قبل الطواغيت وسلاطين الحكم في فترات الزمن المختلفة , ومن جه اخرى هم من تولوهم واتبعوهم واحبوهم و كانوا انيسا لهم , فبقربهم ترتاح النفس ويزول الهم وتطمئان الروح وكلامهم ثقة , وقدموا طاعة ربهم امامهم ونظروا الى سبيل الخير فجاهدوا في الله حق جهاده . فان ثقة اصحاب الائمة وجلالة قدرهم وامريهم عندهم تجعلهم بمنزلة من طلب ضمان رضا عند الله تعالى عليهم وقبول اعمالهم , فقد روى عن ابي بصير، قال: انّ علباء الاسدي ولي البحرين، فأفاد سبعمائة الف دينار ودواب ورقيقا، فحمل ذلك كله حتى وضعه بين يدي الامام ابي ابو جعفر الباقر (عليه السلام ) (ثم قال: اني و ليت البحرين لبني امية، وافدت كذا و كذا، وقد حملته كله أليك، وعلمت انّ اللّه عز وجل لم يجعل لهم من ذلك شيئا، وانه كله له، فقال له ابو عبد اللّه هاته فوضع بين يديه، فقال له: قد قبلنا منك، ووهبناه لك، واحللناك منه، و ضمنا لك على اللّه الجنة) . و قد ذكر الكشي بكلام عن ابي بصير (في انه حضر عند موت علباء، فقال له: انّ أبا جعفر« عليه السلام » قد ضمنت الجنة فاذكره ذلك، قال: فدخلت على ابي جعفر« عليه السلام »، فقال: حضرت علباء عند موته قال: قلت: نعم فاخبرني انك ضمنت له الجنة و سألني ان اذكرك ذلك قال: صدق، قال: فبكيت ثم قلت: جعلت فداك ألست الكبير السن الضرير البصير فأضمنها لي، قال: قد فعلت، قلت: اضمنها لي على آبائك وسميتهم واحدا واحدا، قال: قد فعلت، قلت: فاضمنها لي عند رسول اللّه «صل الله عليه واله » قال: قد فعلت، قلت:اضمنها لي على اللّه، قال: قد فعلت).