استفتاء حول التوبة من الزنا - منتدى ثقافي لسماحة المرجع الديني السيد كاظم الحسيني الحائري - الكاظمية المقدسة

الجمعة، 3 فبراير 2017

demo-image

استفتاء حول التوبة من الزنا

16443277_202781333530181_1004394670_n

السؤال:

 السلام عليكم 

إنّني مضى على بلوغي ٥ سنوات، وعندما وصلت إلی عمر ١٦ سنة أردت أن أتزوّج ولكن وليّ أمري رفض لأنّه لديّ إخوة أكبر منّي، ومضت الأيام وأنا في صراع مع الشيطان ونفسي، ويئست من الزواج، وبحثت مسبقاً عن زواج مؤقت ولكن لم أجد، وحتّى لا اُطيل أذنبت ذنباً فاحشاً وأخطات خطأً فادحاً، وهو أنّني زنيت، وها أنا بين التعجب من فعلتي لأنني منذ صغري ملتزم بما يأمر الله ولكن رفقاء سوء أدلوني، وأنا بين الندم والحسرة على ما فعلت، وها أنا أطرق بابكم الذي هو باب الله وباب الإمام المهدي (عليه السلام) لتستغفروا لي ولتعطوني حلاً يجنّبني الوقوع بأفعال كهذه، وأسألكم هل أنّ باب التوبة مفتوح لي ولو متّ فجأة هل سأكون من المحرومين أم من المرحومين؟

..

 الجواب:

 السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته

 اعلم ولدنا المذنب التائب الراجي عفو ربّه: أنّنا نستغفر الله تعالى ونطلب رحمته وعفوه لكلّ مؤمن زلّت قدمه، وضلّ طريقه، فندم وتاب، وبدّل السيّء بالحسن. وننصحك بأن تتوب إلی الله تعالى توبة نصوحاً خالصة، بأن تعقد النية (تعزم) على الإقلاع عن الذنب الذي صدر منك وعدم العودة إليه. فقد قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا». وورد: أنّ معاذ بن جبل سأل رسول الله (صلّی الله عليه وآله): «يا رسول الله (صلّی الله عليه وآله) ما التوبة النصوح؟ قال: أن يندم العبد على الذنب الذي أصاب فيعتذر إلی الله ثمّ لا يعود إليه كما لا يعود اللبن إلی الضرع». وننصحك بترك رفقاء السوء والضلال.. واستبدالهم برفقاء الإيمان والهداية ممّا يكون مرافقتهم سبباً في ثباتك على الاستقامة وطريق الرشاد والهداية.. وابتعد عن كلّ ما يثيرك نحو الفساد والذنوب من أماكن اللهو الحرام والاختلاط بين الجنسين غير المشروع ومشاهدة الفضائيات المنحرفة الضالّة.. واعلم أن ربّك رؤوف رحيم، غافر الذنب وقابل التوب بل «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ» وهو القائل جلّ وعلا: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ».