السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري ٢٢ سنة، ولقد التزمت بالصلاة اليومية قبل خمس سنوات، أمّا ما قبلها كنت اُصلي ولكن لم أكن اُواظب على الصلاة، وقد تبت إلى الله وعاهدته أن لا أترك صلاتي أبداً، هل صحيح أنّ المسلم إن لم يصلّ ما فاته من الصلوات في نار جهنم؟
وهل يجب عليّ قضاء ما فاتني من الصلاة اليومية في السنوات السابقة؟ وإن كان نعم فما هي كيفية القضاء؟ علماً بأنّني لم تفتني غير الصلاة اليومية.
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يستحقّ المكلّف العقاب على ترك الصلاة الواجبة. لكن لو تاب إلی الله تعالى، وندم على ما فعل، وقضى ما فاته من الصلوات قَبِل الله تعالى توبته وغفر له ذنبه.
ويقضي ما فاته من الصلوات اليومية الخمس وجوباً، فمن فاتته واحدة منها يجب عليه أن يقضيها.
وتُقضى الصلاة ويؤتى بها خارج الوقت بنفس الطريقة والكيفية التي كان من المفروض مراعاتها لو أتى بها أداءً في أثناء الوقت، فما فات الإنسان من صلاة وهو مسافر يقضيه قصراً ولو كان حين القضاء في بلدته، وما فات من صلاة وهو حاضر في بلدته يقضيه تماماً ولو كان حين القضاء مسافراً.
وإذا دخل عليه وقت الفريضة وهو في حال السفر ورجع إلى بلده قبل انتهاء الوقت ولكن لم يصلّ وجب عليه أن يأتي بها عند القضاء تماماً مراعاةً لحالته في آخر الوقت، وفي حالة العكس يأتي بها قصراً.
وليس للقضاء وقت خاصّ، فمن فاتته فريضة ووجب عليه قضاؤها له أن يأتي بها متى شاء، وليس من الواجب الإسراع بإقامتها، بل له تأجيلها ما لم يؤدّ ذلك إلى الإهمال ويعرّضها إلى الفوات نهائياً.
وإذا فاتته أكثر من صلاة واحدة ـ كصلاتين مثلاً ـ فإن كانتا ظهراً وعصراً ليوم واحد، أو مغرباً وعشاءً لليلة واحدة وجب أن يقضي الظهر قبل العصر، وأن يقضي المغرب قبل العشاء، وإن كانتا على نحو آخر فهو مخيَّر في تقديم ما شاء وتأخير ما شاء، كما إذا فاتته صبح وظهر ومغرب.
وعلى هذا الأساس فمن فاتته الصلاة سنةً كاملة أو شهراً كاملاً أمكنه أن يقضي الصلوات بالترتيب: الصبح، ثم الظهر والعصر، ثمّ المغرب والعشاء، ثمّ الصبح، وهكذا، وأمكنه أن يختار اُسلوباً آخر، فيقضي ـ مثلا ـ صلوات الصبح كلّها، ثمّ صلوات الظهر كلّها، أو صلوات الظهر والعصر كلّها، ثمّ صلوات المغرب والعشاء كلّها.