بشّر المخبتين - منتدى ثقافي لسماحة المرجع الديني السيد كاظم الحسيني الحائري - الكاظمية المقدسة

اخر الأخبار

الجمعة، 22 يوليو 2016

demo-image

بشّر المخبتين

13815263_1980387758854311_1592552799_n

في صبيحة يوم العيد وبعد تعايد المؤمنين فيما بينهم عند الانتهاء من صلاة العيد انتبه احدهم من قول امام الجماعة في تعايده لهم بدعائه بان يوفقهم الله تعالى بقبول الصيام وان يجعلهم من المخبتين فاشغله هذا المصطلح ومستغربا كونه غير مألوف في تعايدهم , فسال الامام عن ذلك اللفظ , فأجابه بهذا الدعاء اللهم اجعلنا من المخبتين الذين تطمأن قلوبهم لذكرك وتخشع ارواحهم لطاعتك ورضاك ) , ثم نصرف لزحمة وكثرة المعيدين , وقال له : عليك بالبحث عن معنى المخبتين فكانت النتيجة كالتالي :
قوله تعالى : ( فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ . الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ) سورة الحج. وعليه فالمخبتين هم من اتصف بأربع صفات وهي: وجل القلوب عند ذكر الله، والصبر على الأذى في سبيله، وإقامة الصلاة، والإنفاق, وكل هذه الصفات الأربع واضحة في التواضع فليس المقصود من جمع تلك الصفات لأن بعض المؤمنين لا يجد ما ينفق منه وإنما المقصود من لم يخل بواحدة منها عند إمكانها, والمراد من الإنفاق ؛ الإنفاق على المحتاجين الضعفاء من المؤمنين لأن ذلك هو دأب المخبتين ولله العلم .
والمخبت المتواضع الخاشع المطمئن إلى ذكر الله تعالى المسلم الى امره وارادته والصابر
على الاذى وهو اشد انواع الصبر والمقيم لعظم الفرائض والمحافظ على الصلاة والمنفق لا مسرف ولا مقتر مما رزقه الله تعالى .
وقد نقل عن الامام الصادق (عليه السلام ) :ان زيد الشحام قال له : ان عندنا رجلاً يُقال له : كليب فلا يجيء عنكم شيء الاّ قال : انا أُسلّم , فسميناه ,كليب تسليم , قال : فترحم عليه ثم قال : أتدرون ما التسليم ؟ فسكتنا فقال : هو والله الاخبات قول الله عزّ وجلّ : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) سورة هود .فهذه صفة جديدة لمعنى الاخبات وهو الطاعة والتسليم الى رسول الله صلى الله عليه واله والائمة من بعدة و اولي الامر كمراجع التقليد بعد غيبة صاحب العصر والزمان ( عجل الله فرجه ) فهم حجة الله علينا يوم القيامة , كما ان الامام هو حجة عليهم ,حيث عدم الرضوخ الى هوى النفس الامارة بالسوء في ان نجعل حاجب او وقفة نغاير بها طاعة المرجعية الرشيدة المتمثلة بمراجع الدين عن ائمتنا الأطهار فغايتهم جميعهم و هدفهم السامي هو رضى الله تعالى وهذا مبتغى المؤمنين .
كما ان من يوفق بان يتصف بالمخبت وهو توفيق من الله تعالى تبقى له اثارة واضحة وجلية في الحفظ على الرسالة السماوية , كما انه نقل عن جميل بن دراج ، قال: سمعت أبا عبد اللّه الامام الصادق (عليه السلام) يقول: «بشّر لمخبتين بالجنة : بريد بن معاوية العجلي ، و أبا بصير ليث بن البختري، ومحمد بن مسلم ، و زرارة ; أربعة نجباء ، أُمناء اللّه على حلاله وحرامه ، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست» رجال الكشي 169 . فاللهم اجعلنا من المخبتين الذين تطمأن قلوبنا لذكرك وتخشع ارواحنا لطاعتك ورضاك .