بيان سماحة آية الله العظمى السيّد كاظم الحسينيّ الحائريّ (دام ظلّه الوارف)بمناسبة شهادة القائد المجاهد السيّد مصطفى بدرالدين(رحمه الله)
(إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآن). (التوبة: 111).بمناسبة شهادة القائد المجاهد السيّد مصطفى بدر الدين (ذوالفقار) رحمه الله تعالى نقدّم تبريكاتنا وتعازينا إلى سيّد المقاومة في لبنان سماحة السيّد حسن نصرالله حفظه الله تعالى، واُسرة الشهيد المحترمة وذويه الكرام.. وندعو الله تعالى لهم ولذوي شهداء المقاومة في ربوع الوطن الإسلاميّ جميعاً عظيم الأجر وجزيل الشكر.. والرحمة الواسعة وعلوّ الدرجة لشهدائنا أجمع سيّما لشهيدنا المرابط السيّد بدر الدين الذي قضى جلّ حياته في الجهاد والتصدّي للعدوان الصهيونيّ، واحتلّ في آخر مطافه الجهاديّ موقعاً قياديّاً في صفوف المؤسّسة العسكريّة للمقاومة الإسلاميّة في لبنان.أيّها المؤمنون الكرام.. إنّ الشعب العراقيّ قد دفع ثمن مواجهته للمشروع الاستكباريّ وأذنابه في العراق، فكانت الاعتداءات الأثيمة المتمثّلة بالممارسات الإرهابيّة تترى، وقوافل الشهداء تتلاحق نحو الجنان.. وفي هذا السياق نؤكّد: أنّ اليد التي تطاولت اليوم على شهيدنا الغالي السيّد بدر الدين هي التي تطاولت على أهلينا في مدينة الصدر والكاظميّة المعظّمة وغيرهما، فاستشهد إثر تفجيراتها ثلّة طاهرة من سكنتها.. وفي الأمس قد تجاوزت على شعبنا في اليمن وأزهقت أرواح الأبرياء من الرضّع والكهّل، وقبل ذلك قد تجاوزت على بقاع اُخرى من بلدنا الإسلاميّ المضطهد في سوريا وغيرها.. وهذا ما يدلّل على أنّ العدوّ واحد، والمعركة واحدة، تستهدف إضعاف محور المقاومة عن مواجهة العدوّ الصهيونيّ والأمريكيّ، فبرغم تعدّد ميادين المواجهة، وتباين تسميات المجاميع الإرهابيّة المسلّحة إلاّ أنّها تشترك في تحقيق رغبة الأسياد الذين يديرون المعركة تحت غطاء السرّ تارةً، والعلن اُخرى في حالة من الإصرار على إفساد البلاد وإزهاق أرواح العباد ولو كلّف ذلك إهدار ثروات بلادهم وتعريض أمنها للمخاطر في شهوة جامحة ورغبة عارمة.. لكن (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُون). (النحل: 26).وإنّه قد فات المتَّبَعين والمتَّبِعين: أنّه مهما توغّلوا في اُمّتنا قتلاً وإماتة في سبيل الله فإنّهم لا يزيدونها إلاّ وعياً وبصيرة، وإصراراً على تقديم القرابين تلو القرابين.. وشبابنا ومجاهدينا إلاّ ثباتاً على المقاومة ومزيداً من التضحية، وإيماناً وقوّة على مواجهة الصهيونيّة وأذنابها في المنطقة من التكفيريّين وغيرهم.. كيف لا وقد اشترى الله تعالى من هؤلاء المؤمنين (أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآن). فما يكون إلاّ النصر حليفهم ومعهم عاجلاً كان أم آجلاً إن شاء الله تعالى.ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.8 / شعبان المعظم / 1437 هـ كاظم الحسينيّ الحائريّ